الطب العدلي المحاضرة : ( 39 )
( المعادن الثقيلة)تتضمن هذه المجموعة مواد معدنية سامة لا تسبب الوفاة بصورة سريعة وأنما يكون لها طبيعة التجمع ( (Accumulationضمن فترة زمنية طويلة حيث تتركز في الكبد والكليتين والعظام والشعر فتؤدي الى التسمم المزمن ولذلك تسمى بالمعادن الثقيلة ((Heavy metals ماعدا بعض من مركبات هذه المعادن ذات السُمية العالية والتي تسبب التسمم الحاد، وأن أهم أنواع المعادن الثقيلة هي مايلي :
أولاً : الزرنيخ ( Arsenic ) .
هو معدن رمادي اللون، صلب القوام، وغير سام بمفرده ولكن التسمم ينتج عن طريق التعرض لمركباته المختلفة، وأن أغلب حوادث التسمم بمركبات الزرنيخ السامة تحصل عن طريق التناول الفموي، وتقسم مركبات الزرنيخ السامة الى نوعين وهما كما يلي :
أ- المركبات اللاعضوية .
تستخدم مركبات الزرنيخ اللاعضوية في صناعة الأصباغ والجلود والزجاج، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم الحاد لأنها تذوب في الأنسجة الدهنية ومن أهم هذه المركبات هو أوكسيد الزرنيخ الثلاثي (As2O3) وهي مادة سامة جداً بيضاء اللون بلورية التركيب عديمة الطعم والرائحة تشبه السُكر في مظهرها الخارجي، وتبلغ الجرعة القاتلة من أوكسيد الزرنيخ الثلاثي عن طريق التناول الفموي ( 200 ملغم ) تقريباً .
ب- المركبات العضوية .
هي مركبات عضوية يدخل الزرنيخ في تركبيتها الكيمياوية وتعتبر أقل سُمية من مركبات الزرنيخ اللاعضوية وكانت تستخدم سابقاً في معالجة الأمراض الزهرية، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم المزمن .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لمركبات الزرنيخ اللاعضوية من تثبيطها لعمل الأنزيمات(Enzymatic inhibitors) حيث تتكون مركبات معقدة بين الزرنيخ وأنزيمات الجسم التي تحتوي على جذر السلفايد Sulphydryl group)) مما يؤدي الى توقف عمل تلك الأنزيمات وأهمها هو أنزيم بايروفيت أوكسيدز Pyruvate oxidase)) الموجود في بيوت الطاقة (Mitochondria) في داخل خلايا جسم الأنسان وهو أنزيم ضروري في عملية الأكسدة وتوفير مصدر الطاقة لخلايا الجسم (ATP) مما يؤدي بالتالي الى تنخر خلايا الجسم بسبب عدم توفر مصدر الطاقة فيها مما يؤدي الى الوفاة بصورة سريعة بسبب موت الدماغ، بينما يؤدي التسمم المزمن بمركبات الزرنيخ العضوية الى تلف الجهاز البولي (Renal damage) مما يؤدي الى الوفاة بصورة متأخرة بسبب عجز الكليتين المزمن .
(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية في حالات التسمم الحاد بمركبات الزرنيخ اللاعضوية بوجود أحتقان شديد في جدار المعدة والأمعاء بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات على الغشاء المبطن، أما في حالات التسمم المزمن بمركبات الزرنيخ العضوية فأن المشاهدات التشريحية تتمثل بوجود تغيرات دهنية في الكبد وتلف في الكليتين مع وجود ألتهابات جلدية وغيرها وأن جميع هذه المشاهدات هي غير مخصصة وغير مشخِصة للتسمم بمركبات الزرنيخ لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى ولذلك فأن الفحص المختبري السُمي هو الطريقة المثالية الوحيدة لتشخيص التسمم بمركبات الزرنيخ المختلفة حيث يقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتاويتها والكبد والكليتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الزرنيخ المختلفة .
ثانياً: الزئبق ( Mercury ) .
هو معدن فضي اللون، سائل القوام، وغير سام بمفرده ولكن التسمم ينتج عن طريق التعرض لمركباته المختلفة، وأن أغلب حوادث التسمم بمركبات الزئبق السامة تحصل عن طريق التناول الفموي، وتقسم مركبات الزئبق السامة الى نوعين وهما كما يلي :أ- المركبات اللاعضوية .
تستخدم مركبات الزئبق اللاعضوية في صناعة الأجهزة الطبية والأصباغ والمتفجرات والبلاستك، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم المزمن لأنها تحتاج الى فترة تعرض طويلة، ماعدا بعض المركبات مثل كلوريد الزئبق (Hgcl2) الذي يسبب التسمم الحاد حيث تبلغ الجرعة القاتلة منه عن طريق التناول الفموي ( واحد غرام ) تقريباً .
ب- المركبات العضوية .
هي مركبات عضوية يدخل الزئبق في تركبيتها الكيمياوية تستخدم في تعفير الحبوب لمقاومة الفطريات وفي صناعة المبيدات، وتعتبر أكثر سُمية من مركبات الزئبق اللاعضوية وذلك لأنها تُهضم في المعدة بسرعة وتمتص من الأمعاء بسرعة بسبب أحتوائها على الجذور العضوية مثل الأثيل والمثيل Methyl) Ethyl and) والتي تساعدها على الذوبان في الأنسجة الدهنية وعبور حواجز الدماغ (BBB)، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم الحاد، ومن أهم هذه المركبات هو المثيل الزئبقي Methyl mercury)) .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لمركبات الزئبق العضوية من قيامها بترسيب بروتينات الجسم المختلفة ((Protein precipitation وكذلك تثبيطها لعمل أنزيمات الجسم (Enzymatic inhibitors) حيث تتداخل هذه المركبات مع الكثير من أنزيمات الجسم مما يؤدي الى توقفها عن العمل ولكنها غير أنتقائية في سُميتها (Non specific) ولذلك فمن الصعوبة تحديد الأنزيم الذي سوف يتوقف عن العمل وتسبب هذه المركبات تلف في خلايا الجهاز العصبي المركزي (CNS damage) وخاصة الدماغ وذلك بسبب ذوبانها في الأنسجة الدهنية وعبورها حواجز الدماغ مما يؤدي الى الوفاة بصورة سريعة بسبب موت الدماغ، بينما يؤدي التسمم المزمن بمركبات الزئبق اللاعضوية الى تلف الجهاز البولي (Renal damage) مما يؤدي الى الوفاة بصورة متأخرة بسبب عجز الكليتين المزمن .
(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية في حالات التسمم الحاد بمركبات الزئبق العضوية بوجود أحتقان شديد في جدار المعدة والأمعاء بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات على الغشاء المبطن، أما في حالات التسمم المزمن بمركبات الزئبق اللاعضوية فأن المشاهدات التشريحية تتمثل بوجود تغيرات دهنية في الكبد وتلف في الكليتين مع وجود ألتهابات جلدية وغيرها وأن جميع هذه المشاهدات هي غير مخصصة وغير مشخِصة للتسمم بمركبات الزئبق لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى ولذلك فأن الفحص المختبري السُمي هو الطريقة المثالية الوحيدة لتشخيص التسمم بمركبات الزئبق المختلفة حيث يقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتاويتها والكبد والكليتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الزئبق المختلفة .
(*) ومن المعادن الثقيلة الأخرى هي ( الفضة،Silver) و (الرصاص،Lead) و (الثاليوم، Thallium) و ( الأنتموني، Antimony) وغيرها، وأن أغلب مركبات هذه المعادن تسبب التسمم المزمن ولا تسبب التسمم الحاد .
HYPER13PAGE HYPER15
2