قراءة
عرض
جامعة ذي قار د. مروان عطية الزيدي
كلية التربية للعلوم الانسانية/ قسم التاريخ
المرحلة : الثانية--- مادة تاريخ الدولة الاسلامية في العصر الاموي
عنوان المحاضرة(الخوارج في اواخر عهد الدولة الاموي)
تركزت معظم حركات الخوارج في أواخر عهد الدولة الاموية في منطقة الموصل والجزيرة الفراتية ،وقد تميزت منطقة الجزيرة الفراتية بهذا الامر حتى اصبحت هذه الصفة ملازمة لها وشكلت ديار ربيعة عامة اهم هذه المناطق لاسيما منطقة سنجار وتل أعفر.
كانت منطقة الجزيرة مناسبة جداً لقيام الحركات المعارضة للحكم الاموي، بسبب موقعها الجغرافي وضمها لشعوب وعناصر مختلفة من العرب والاكراد والارمن والروم وغيرهم.
ومن اولى الحركات التي قامت في هذه المنطقة في عهد خلافة هشام بن عبد الملك (105ه- 125ه)، حركة بهلول بن بشر الشيباني ،الذي خرج في احدى قرى الموصل ،وكان خروجهم على والي العراق خالد بن عبد الله القسري ولم يستطع امير العراق ولا والي الموصل من القضاء على حركة بهلول الشيباني فاستنجدا بالخليفة هشام بن عبد الملك ،فارسل قوات من اهل الشام استطاعت القضاء على حركة بهلول وتم قتله سنة 119ه .
اما الحركة الثانية التي ظهرت في الجزيرة والموصل هي حركة الضحاك بن قيس الشيباني على اثر الاضطراب الذي حدث في داخل البيت الاموي وانشغال مروان بن محمد اخر خلفاء البيت الاموي بالصراع على السلطة في الشام ، وقد هاجم الضحاك الكوفة وارض السواد اي مناطق جنوب العراق. وازداد اتباع الضحاك بعد ان استولى على بيت المال حتى وصل الى 120 الف مقاتل ، ثم سيطر الضحاك على الموصل فاشتدد قلق الخليفة مروان من ازدياد خطر الضحاك ، ولك مروان واجه الضحاك في منطقة كفر توثا من اعمال ماردين بارض الجزيرة واستطاع القضاء عليه سنة 128ه .
اما في جنوب الجزيرة العربية وبالتحديد في اليمن ظهرت حركة طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي الذي ثار بحضرموت سنة 129ه على الحكم الاموي ، وارسل في موسم الحج احد اصحابه ويدعى ابا حمزة المختار بن عوف وامره بالسيطرة على مكة ومن ثم التوجه الى الشام واضطر والي مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ان يهادن الخوارج ،ثم اخلى لهم المدينة فدخلوها بغير قتال. ثم سار ابو حمزة الى المدينة وسيطر عليها في اوائل سنة 130ه . وعلى اثر ذلك ارسل الخليفة مروان بن محمد قوة من اهل الشام بقيادة عبد الملك بن محمد السعدي واستطاعت هذه القوة القضاء على ابو حمزة الخارجي وتفريق اصحابه قرب مكة.
ثم توجه القائد الاموي عبد الملك السعدي لملاقاة عبد الله بن يحيى الكندي ودارت بينهما معركة عنيفة انتهت بمقتل طالب الحق ودخول القوات الاموية الى اليمن .
المشاهدات: لقد قام 0 عضواً و 292 زائراً بقراءة هذه المحاضرة