تخطيط المدن
City planningمستويات التخطيط ويوجد للتخطيا عدة مستويات متميزة مرتبطة مع بعضها وهي:
- التخطيط الدولي "العالمي"
وهو التخطيط الذي يكون على مستوى العالم حيث يتم د ا رسة موضوع معين بعمل
مشترك بين مجموعة من الدول ويتم عمل التخطيط لها فمثلا مكافحة الجوع بالعالم.
- التخطيط الإقليمي
يتم التخطيط على مستوى دول إقليم معين مثل دول إقليم البحر المتوسا فمثلا
التخطيط للقضاء على البطالة في إقليم معين ودارسة التعاون المشترك بين هذه الدول.
- التخطيط القومي
يحدد هذا التخطيا السياسة العامة للدولة في مجالات الإسكان والم ا رفق والتعليم
والصحة والترفيه والصناعة والز ا رعة وغيرها، ويوضح توزيع المجتمعات العم ا رنية الحضرية
والريفية، ويركز هذا التخطيط على النواحي الاقتصادية والاجتماعية للدولة، والخطة على
مستوى الدولة تهتم بقطاع دون الآخر حسب ما يحدده المخططون نظ ا ر للظروف المحيطة
بالدولة من الوجهة السياسية والاقتصادية في وقت التخطيا وذلك لتحسين التخطيا القومي
للدولة. )
- التخطيط الإقليمي "داخل الدولة"
يرتكز التخطيط الإقليمي أساسا على أقاليم الدولة الواحدة، وهو يشمل النواحي
الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية، ويتعرض بدرجة أكثر تفصيلا من سابقه لتوزيع المجتمعات
العم ا رنية وأحجامها ووظائفها وتوزيع السكان في الإقليم وكذلك استعمالات الأرض في الإقليم
حاليا ومستقبلا، كما يتعرض لشبكة الطرق والنقل والمرور الإقليمي الذي يربا بين التجمعات
العم ا رنية وأحجام المرور الحالية والمتوقعة على الشبكة الإقليمية، وكما أنه يعتبر حلقة الاتصال
• التخطيط المحلي أو العم راني ا لتخطيط المحلي
• يكون مرحلة التخطيا فيه تفصيليا وبشكل موسع ويشمل وضعالتخطيط العام والعم ا رني للتجمعات العم ا رنية المختلفة بالإقليم. )حسن، 1992 ص 20 )
يرتكز على معالجة كل من المدينة والقرية كوحدات عم ا رنية، وتؤدي التطو ا رت المستمرة
اقتصاديا واجتماعيا وتكنولوجيا إلى حدوث تأثي ا رت عليهما وبالتالي يحدث احتياجات ومطالب
مستجدة وبالتالي يحدث ضغوطا داعية إلى التطور والتجديد في كيانهما، ويرمي التخطيا هنا
إلى السيطرة على كيان المدينة أو القرية على نحو متوافق مع الاتجاهات الاجتماعية
والاقتصادية والطبيعية والسياسية، وتعتبر الخصائص الحضارية والسياسية والاجتماعية
والعم ا رنية لهما مستقلة وكجزء من الإقليم الذي يتبعونه، والتخطيا العم ا رني يشمل النواحي
الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية، وكذلك يتعرض للتخطيا التفصيلي للمجتمعات والم ا ركز
العم ا رنية وينسق العناصر الانتفاعية ويربطها في إطار نظم المدينة الحضرية حيث يتحدد من
خلال ذلك المست وى التخطيطي العم ا رني التوجيهي العام لها، والذي على منهجه يتم تطوير
العم ا رن فيها بتحديد استعمالات الأ ا رضي الكثافات السكانية ارتفاعات المباني نسبة تغطية - - -
الأرض بالمباني تخطيا الموقع البنية الأساسية الخدمات العامة مشروعات الإسكان - - - - -
شبكات الطرق. )
- التخطيط التفصَيلي
ويكون فيه التخطيا أكثر تفصيلا من التخطيا المحلي أو العم ا رني حيث يضع
التخطيا لجزء من المدينة مثل المجاة السكنية وغير ذلك، ويتم فيه تحديد مداخل ومخار
الموقع وكذلك مباني الخدمات والمنطقة السكنية ومسا ا رت شبكات الطرق والسكك الحديدية
وغيرها.
- التخطيط التنفيَذي
هو الأسلوب العلمي السليم الذي يحول ملامح التخطيط العام إلى خطوط عمل واضحة
ودقيقة في صورة تصميمات هندسية تحكمها أبعاد وزوايا أفقيا و أ رسيا، وترتبا بالواقع حتى
يصبح المخطط لمدينة مثلا حقيقة على أرض الواقع، ويقوم على هذا العمل عدد كبير من
تخصصات مختلفة في مجالات التخطيط والعمارة والإنشاءات والهندسة الصحية والكهربية
والاتصالات والمساحة بالإضافة إلى الز ا رعة والسكان والاقتصاد والإدارة، وغير ذلك.
ابعاد التخطيط
- البعد البشري : ويقصد به أن وضع الأهداف وتنفيذها وتقييمها هم من الكفاءات البشرية.- البعد الز مْني: أي أن الخطة مرتبطة بفترة معينة حتى يتم تقييم نتائجها ومعرفة مدى
فعاليتها.
• البعد المؤسساتي: مجموعة من المؤسسات العاملة في مجال التخطيط، لها علاقات فيمابينهامستوياتالتخطيط التنفيذي التفصيلي العمراني الاقليمي داخل الدولةالقومي
• - البعد المعلوماتي: ويقصد به توفير معلومات شاملة ودقيقة.
• - البعد المالي: وهو نابع من أن هذه الكفاءات البشرية العاملة تحتا إلى مبال، من المال،
• وكذلك الإج ا رءات الإدارية ومستلزمات إعداد الخطة وتنفيذها يحتا إلى دعم مالي.
• - البعد المكاني: ويقصد به الناحية الملموسة في التخطيا التنفيذ على أرض الواقع سواء - –
• على المستوى الإقليمي أو الحضري أو حتى الوطني ...... إلخ
• - البعد القانوني: وهو مسؤول عن إعطاء السمة القانونية للخطة ويضم مجموعة القوانين
• اللازمة، سواء لإعداد الخطة أو القوانين التي تنظم العلاقة بين العاملين في هذه الخطة.
• - البعد السياسي: حيث من الضرورة أن يكون هناك جهات حكومية رسمية تتبنى العمل
• ضمن الخطا التخطيطية في الدولة أو الإقليم أو المدينة أو القرية )
المعايير التخطيطية
تعرف على أنها أدوات أو مقاييس فنية تستخدم لتحديد كم ونوع الخدمات المقترح
توطينها في البيئة العم ا رنية لتصبح بيئة متوازنة ومستديمة وملائمة للعيش الكريم، وأن معايير
التخطيا كمفهوم يتكون من مجموعة عناصر
- أنها أدوات أو مقاييس فنية.
- أنها خاصة بكم ونوع الخدمات الم ا رد توطينها.
- أن هذه الأدوات ترتبا بمستقبل البيئة العم ا رنية ولكنها أيضا تستخدم لتقييم حاضر هذه
البيئة لمعرفة مدى كفاية الخدمات كماً ونوعاً.
• تهدف هذه المعايير لتوفير بيئة عم ا رنية ملائمة للعيش الكريم.
• المدينة خلاصة تاريخ الحياة الحضرية، فهي الناس والمواصلات وهي التجارة
• والاقتصاد، والفن والعمارة، والحكومة والسياسة، والثقافة والذوق، وهي أصدق تعبير لانعكاس
• ثقافة الشعوب وتطور الأمم، وهي صورة لكفاح الإنسان، وهي صورة للقوة والضعف. )القباني،
• 2007 ، ص 2 )
• والمدينة تلبي حاجات الإنسان وتوفر له الحياة المعيشية، لذا اهتم المتخصصين في
• د ا رسة النواحي التخطيطية والاجتماعية والبيئية وغيرها لتحقيق حياة إنسانية كريمة، ويمكن
• تعريف المدينة على )أنها مجتمع مستقر ذات كثافة سكانية وعم ا رنية عالية، ويمارس سكانها
• أنشطة متنوعة اقتصادية وادارية وخدمية وأنها على مستوى من التحضر والتنظيم حسب ثقافة
• 21
• سكانها الذي يعبر عنه فنها المعماري والتخطيطي عبر العصور والأزمنة، وأنها متغيرة الحجم
• والشكل والوظيفة(. )الدليمي، 2002 ، ص 23 .)
• أما ممفورد عرف المدينة بأنها حقيقة ت ا ركمية في المكان والزمان، ويمكن استق ا رء
• تاريخها من مجموعة من الت ا ركمات التاريخية، والأخذ بالمبدأ التاريخي الذي يقول إن المدينة
• تاريخ قديم، وأن التعرف عليها يتم من خلال الشواهد العم ا رنية القديمة
.
نشأة المدينة وتطورها
ارتبا الإنسان بالأرض منذ أن خلقه الله تبارك وتعالى، حيث كانت الأرض مصدر
لبسه ومسكنه وممارسة نشاطاته المختلفة لاستم ا ررية حياته، وكان استق ا رر الإنسان في مناطق
محدده على الأرض وهذه المناطق تتوفر فيها صفات متميزة مثل توفر المياه والتربة الخصبة
والمناخ المعتدل، وقد استخدم المواد الأساسية في بناء مسكنه كالطين والحجارة وأغصان الشجر
وجذوع النخيل وخلافه، وقد نشأت المدن في المناطق التي تتوفر فيها فرص معيشة متنوعة مع
تنوع أساليب الحياة وأماكن لإقامة الناس والعمل والتمتع بعلاقات دائمة ومتميزة ضمن المناطق
الحضرية، وظهرت المدن فيما بعد وفق مخططات رسمت لها بعد أن كانت في البداية وريثة
استيطان ريفي تطور بمرور الزمن وبشكل غير منتظم. )
حدد اليوناني باوسينياس "ت 176 " ماهية المدينة فقال: إنها السلطة والجمنازيوم
والمسرح والسوق وماء الشرب وتحديد الحدود وأعضاء أو ممثلون عن المدن في المجلس،
وتعددت النظريات الحديثة التي حاولت تفسير كيفية نشأة المدن، ومن هذه النظريات نظرية
كارل وايت فوجل وفحواها أن نشأة المدينة ارتبطت بالحاجة إلى تنظيم استغلال الماء وتنظيم
أعمال الري وقيام مشروعاته وادارة تنظم هذه الأعمال، وقيام إنشاءات لاستغلال الماء في
الز ا رعة، وتقويمها مرتبطا بتوقيت صدور الماء، أما نظرية تشايلد على تحديد معايير تميز
المدينة، وتقسم هذه المعايير إلى معايير أساسية هي: الحجم والكثافة والتخصص الكامل في
العمل، وطبقية بناء المجتمع مع وجود طبقة حاكمة مستفيدة، ووجود مؤسسات رسمية.
)
نشأت المدن كظاهرة عم ا رنية مرتبطة بتقدم كبير في المعرفة الإنسانية والأساليب الفنية
المستخدمة وخاصة استخدام المعادن واخت ا رع الش ا رع واستخدام العجلة في النقل ثم صنع الفخار
محليا واخت ا رع المح ا رث واستخدام السفن في البحر، وقد ترتب على ذلك كله زيادة كبيرة في
الإنتا والنقل وواكبه ظهور المدن كمظهر عم ا رني متقدم في التاريخ البشري. ) ،
)
تخطيط المدن يهدف إلى تحسين حياة الإنسان واستغلال البيئة الطبيعية في الموقع
الم ا رد إنشاء المدينة عليه، وكذلك الاهتمام بالنواحي العم ا رنية المختلفة، ومن الأهداف:
أ التنمية العم ا رنية -
- التوزيع العادل للخدمات اللازمة للمدينة بحيث تكون على مسافات متقاربة لساكنيها.
- تحسين العلاقة بين الأحياء السكنية وفصلها عن مناطق الضوضاء كالمناطق الصناعية.
- تأمين شبكة مواصلات آمنة وجيدة بين القطاعات العم ا رنية المختلفة.
- توفير مساحات خض ا رء بين الأحياء السكنية.
- تشجير المدن وتجميلها وتطوير الأحياء والتجمعات السكنية.
- تخصيص بعض الأماكن الخاصة كدور العبادة والأسواق والخدمات التعليمية والصحية
وغيرها.
- تقريب المسافة بين السكان وأماكن عملهم.
- تحديد وتخصيص أماكن للمباني الإدارية والتعليمية بما يخدم الأحياء السكانية.
.
ب البنية التحتية -
- تمديد المدينة بشبكة إنارة متكاملة.
- توفير المياه اللازمة للمباني المختلفة مع شبكة الصرف الصحي.
- إنشاء شبكة اتصالات متكاملة سلكية ولا سلكية.
ت التنمية الَقتصادية -
- تحسين الظروف المعيشية للسكان.
- توفير فرص عمل مناسبة للسكان داخل المدينة.
- إيجاد محاور تجارية بالمدينة وفق الرؤيا التخطيطية وبالتالي زيادة الحركة التجارية داخلها.
- التطور الاقتصادي والصناعي للمدينة بإنشاء المناطق الصناعية وفق المخطا الهيكلي.
- تخصيص مناطق وتجمعات تجارية ومواقف للسيا ا رت
ث التنمية الَجتماعية والصحية -
- تحسين الأحوال الاجتماعية والصحية.
- زيادة العلاقات الاجتماعية بين السكان حسب تخطيا الأحياء السكانية.
- توفير الم ا ركز الاجتماعية والصحية لخدمة السكان.
- تحقيق المتطلبات الصحية للسكان مثل إبعاد عوادم السيا ا رت عن بيوت السكان.
المدن المستدامة هي المدن التي تحقق العدالة الاجتماعية لسكانها، والمشاركة في
صناعة الق ا رر، والاعتماد على الذات، واستدامة المدينة تتأتى من اعتماد مجتمعها على ذاته،
باستيفاء وتلبية الحاجات الأساسية لأف ا رده، وتقليل الفجوة بين الفق ا رء والأغنياء ومستويات الدخل
المختلفة، وضمان الحدود الدنيا من نوعية الحياة المقبولة لكافة أف ا رد المجتمع، وضمان
المشاركة والمساءلة، مع استخدام التقنيات الفنية المتوافقة مع الظروف المحلية، والمدينة
المستدامة هي مدينة خض ا رء صديقة للبيئة، تتوازن فيها الطاقة الاستيعابية للموارد والنظم البيئية
المحلية، ومنع التلوث بتقليل المخلفات التي يمكن للطبيعة استقبالها، وتتميز المدينة المستدامة
بأنها مدينة منخفضة أو صفرية انبعاث الكربون، وتزيد الاعتماد على موارد الطاقة الجديدة
والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الأموا وغيرها. )اللحام، 2011 ، ص 2 )
)فالمدينة المستدامة هي مدينة معاصرة تخطا وتبنى وتدار لإشباع الحاجات المعيشية
اليومية لسكانها، من بنية تحتية وم ا رفق مدنية وخدمات صحية وتعليمية وتجارية واجتماعية،
ويتحقق ذلك من خلال مداخل وأساليب جديدة لتخطيطها التنموي والعم ا رني المتكامل، تجسد
المبادئ والأطر البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعم ا رنية في منظومة متكاملة، تحكمها
علاقات تكافلية، وبأسلوب نمو مختلف عن عملية النمو التقليدية للمدينة من حيث تخطيطها
للتنمية، وتصميمها وتشييدها وادارتها ومقاومتها للتدهور البيئي.( )، ومن الأهداف الطموحة للتخطيا العم ا رني المستدام هو الوصول بالمؤث ا رت البيئية إلى
العهد الذي كانت عليه المنطقة قبل التطوير، مع استكمال إعمار المنطقة حتى الوصول إلى
كامل الحجم البنائي حسب المخطا التنظيمي المقترح للمدينة ومثال ذلك التخطيا المستدام
لمنطقة لويد كروسين، Lioyd Crossing بمدينة بورتلاند Portland في الولايات المتحدة
الأمريكية، ومن المبادئ التخطيطية المستدامة الأساسية هي: )القيق، مجلة البناء،
- استرجاع التنوع الحيوي للمدينة -الاستغلال الأمثل للمياه -تشكيل الكتل والف ا رغات فمثلا يمكن
استعمال الأ ا رضي المختلا ) mixed land use ( لتحقيق فرص عمل قريبة من السكن ولتقليل
الطاقة المهدرة من الحركة بين السكن والعمل، وكذلك لزيادة التفاعل الاجتماعي بين سكان
المجاورة، وتحقيق التدر الهرمي لشبكة الطرق لعمل منظومة من الشوارع الخض ا رء، لتفعيلحركة المشاة وركوب الد ا رجات -توجيه استهلاك الطاقة نحو مصادر غير ملوثة للبيئة.
أن مفهوم المدينة المستدامة هي التي تلبي عناصر الاستدامة المتمثلة في النسيج
العم ا رني، البيئة الاجتماعية، التكلفة الاقتصادية وغيرها.